المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زيادة ساعات الدوام ترهق طلبة المناطق البعيدة وتضاعف قلق أسرهم



مراايم
12-10-2009, 02:17 PM
حافلات غير مكيفة ونعاس في الحصة الأخيرة

زيادة ساعات الدوام ترهق طلبة المناطق البعيدة وتضاعف قلق أسرهم

آباء وأمهات: قلوبنا تبقى معلقة بعودتهم حتى ساعات العصر

رأس الخيمة - عدنان عكاشة ومحمد شاهين

http://www.alkhaleej.ae/uploads/gallery/2009/10/11/65480.jpg


ناشد أولياء أمور طلبة المراحل المختلفة، لاسيما التأسيسية منها، وفي مقدمتهم أهالي المناطق البعيدة والنائية، وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في قرار زيادة الدوام الدراسي في مختلف المدارس، نظراً لما يعانيه أبناؤهم من إجهاد يومي، وتأخر عودتهم إلى المنازل حتى ساعات العصر، فيما يستيقظون منذ ساعات الفجر الأولى .<o></o>


وحذر بعض أولياء الأمور من مخاطر زيادة ساعات الدوام على صحة وسلامة أبنائهم الطلبة الصغار، من أصحاب الأمراض المزمنة، ومنهم الطلبة المصابون بالسكري وأمراض القلب، نظراً لطول غيابهم عن المنزل، وحاجتهم الماسة للرعاية والتغذية المنتظمة .<o></o>


وأكد معلمون ل”الخليج” أن “القرار ترك آثاراً سلبية على الطلبة، خاصة الصغار منهم وأبناء المناطق البعيدة، ما أدى إلى غلبة الكسل والإعياء عليهم خلال الحصص الأخيرة من اليوم الدراسي”، وهو ما كشفت النقاب عنه صورة معبرة حصلت عليها “الخليج” من مصادرها في الميدان التربوي، لطالبة في الصف الأول الابتدائي، وهي تغط في نوم عميق، خلال إحدى الحصص الأخيرة من الجدول الدراسي، بعد تطبيق قرار زيادة ساعات الدوام، مع انطلاق العام الدراسي الحالي .<o></o>


أشار عدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والتعليمية في مدرسة نسيبة بنت أبي كعب للتعليم الأساسي، بنات الحلقة الأولى، إلى أن “إدارة المدرسة استقبلت العديد من شكاوى أولياء أمور طالبات المدرسة، لاسيما المراحل التأسيسية الأولى، منذ تطبيق نظام الدوام المدرسي الجديد، مطلع العام الدراسي الحالي، تركزت حول عدم مقدرة بناتهم على تحمل ساعات الدوام الطويل، نظراً لطبيعتهن الجسدية وأعمارهن الصغيرة، التي لا تتحمل مثل ذلك الجهد، الممتد منذ ساعات الصباح الأولى حتى الثانية بعد منتصف النهار” .<o></o>


محمد زيدي، ولي أمر من منطقة بعيدة في رأس الخيمة، تناول معاناة الأسرة وأبنائها الطلبة الصغار، منذ تطبيق القرار، لافتاً إلى أن “قرار زيادة ساعات الدوام ألقى بأعباء ثقيلة على كاهل الطلبة الصغار وأسرهم، من أبناء المناطق النائية والبعيدة، على وجه التحديد، بسبب تأخير عودتهم إلى منازلهم، وهو ما فاقمه بعد المناطق التي تقع فيها المدارس عن المنازل، فيما لا يجد طلبة تلك المناطق في ظل ذلك وقتاً كافياً للدراسة وأداء الواجبات المدرسية، ويضاعف قلق أسرهم نظراً لتأخير عودتهم، وانتظارهم وقتا طويلاً، بالمقارنة مع السنوات السابقة، وطول المسافة وكثرة وقوع الحوادث المرورية الخطرة، وتكدس الطريق بالشاحنات، واضطرار الأبناء إلى قضاء ساعات دوام طويلة تبدأ مع خيوط الفجر الأولى، عند استيقاظهم، حتى العصر” .<o></o>


من جانبها أشارت المواطنة أم يوسف، ولية أمر طالبة مرحلة تأسيسية حلقة ثانية، إلى أن “ابنتها مصابة بالإعياء، لعدم قدرتها على تحمل ساعات الدوام الطويلة، التي تمتد منذ استياقظها في السادسة صباحاً حتى عودتها ونزولها من الحافلة المدرسية عند باب المسكن في الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة عصراً”، مضيفة أن “ابنتها لا تستطيع متابعة دروسها، نظراً لإرهاقها الشديد وضيق الوقت” .<o></o>


وأوضحت أم عبدالله، معلمة وولية أمر 5 طلاب في مراحل دراسية مختلفة، أن “نظام الدوام المدرسي الجديد غير ملائم لأبنائها طلبة المراحل الثانوية، لضيق وقتهم وعدم تمكنهم من المذاكرة ومتابعة دروسهم اليومية، لانشغالهم طيلة ساعات الصباح، حتى الساعة الرابعة عصراً بدوامهم المدرسي، وأشارت إلى أن حل المشكلة يتلخص بتوفير عدد أكبر من الحافلات المدرسية وتوحيد دوام مدارس الذكور والإناث” .<o></o>


وأشارت أم يوسف، ولية أمر طالبة مرحلة تأسيسية أولى، إلى أن “معلمة فصل ابنتها اشتكت من خمولها ونومها خلال الحصص الدراسية الأخيرة من الدوام المدرسي”، وأوضحت أن “ابنتها بطبيعة بنيتها الجسدية وعمرها الصغير، لا تستطيع تحمل ساعات الدوام الطويلة، بدون تغذية جيدة وراحة كافية، خاصة أن المدارس تفتقر لنظام تغذية مدرسية، تتوفر فيه العناصر الغذائية المتكاملة، التي يحتاجها الطفل” .<o></o>


محمد الشحي، ولي أمر من أهالي منطقة ضاية، القريبة من مدينة الرمس برأس الخيمة، أشار إلى أن “ولده في المرحلة التأسيسية الأولى، يعاني المشقة والعناء أثناء تنقله بحافلات مدرسية قديمة غير مكيفة مسافة 5 كيلومترات ذهاباً وإياباً، بين المدرسة والمنزل، تضاف إليها التنقلات الأخرى المرسومة لخطة مسار الحافلة اليومي لتوصيل بقية الطلاب، في حين أن تهالك الحافلة وطول الطريق والحصص الدراسية الطويلة، التي أقرتها وزارة التربية والتعليم مؤخراً، لتعويض تأخير بداية العام الدراسي الحالي، أثرت سلباً في الفئات الطلابية المختلفة، خاصة تلاميذ المراحل التأسيسية الأولى، الذين بحسب فئاتهم العمرية وأجسادهم الضعيفة لا يقوون على مثل تلك الأعباء” .<o></o>



10 حافلات<o></o>



عبيد راشد البريكي، مدير فرع مؤسسة مواصلات الإمارات في رأس الخيمة، أوضح أن “الفرع وقع مؤخرا محاضر استلام 10 حافلات جديدة مكيفة من المستودعات الخاصة بالمؤسسة في دبي، ليتم استبدال الحافلات القديمة الموجودة في أسطول الفرع، وبالتالي حل مشكلة معاناة شريحة من الطلبة من الحافلات التي انخفضت درجة كفاءتها مع مرور الزمن” .<o></o>


وأكد أن “فرع المؤسسة في رأس الخيمة يتطلع إلى تنفيذ قرارات وزارة التربية والتعليم، الخاصة بتعيين مشرف حافلة مدرسية، يقوم بمهمة مراقبة صعود ونزول الطلبة، من وإلى الحافلة المدرسية، للمساهمة في مساعدة سائقي حافلات المؤسسة في مراقبة الطلبة، وتفادي الحوادث المرورية المؤسفة، التي يذهبون ضحيتها” .<o></o>


وأوضح أن “المؤسسة مستعدة لزيادة عدد حافلاتها المدرسية، ضمن خطة مدروسة، يتم الاتفاق عليها مع الجهات المعنية بوزارة التربية والتعليم، لتغطية كافة الخطوط المدرسية، ما يسهم في توحيد دوامها الصباحي”، مشيراً أيضاً إلى أن “المؤسسة تسلمت خلال الفترات الزمنية السابقة مقترحات تربوية، توصي بتلك الزيادات” .<o></o>



المناطق البعيدة<o></o>



راشد عبدالله بن أعبود، من منطقة خور خوير، قال إن “لديه ابنتين، إحداهما في الصف الثاني الابتدائي، والأخرى في الثاني روضة، تصل الأولى إلى المنزل، قادمة من المدرسة الساعة الثالثة إلا ربعاً، والثانية في الواحدة ظهراً” . وأوضح أن “زيادة ساعات الدوام تسببت بمعاناة كبيرة للأسرة وأبنائها الصغار، بسبب انتظارهم لفترة طويلة حتى عودتهم من المدرسة، إلى جانب تراجع عدد ساعات المذاكرة ومراجعة الدروس، المتاحة أمام الطالب حالياً، بعد تطبيق قرار زيادة الدوام، وهو ما جاء على حساب راحة الطلبة ووقت المراجعة والواجبات المدرسية، إذ لا يجدون متسعاً من الوقت، ولا يلبثون أن يصلوا البيت، ويتناولون وجبة الغداء، ويأخذون قسطاً من الراحة، حتى تحل ساعات المساء” . وأشار إلى أن “معاناة أبناء المناطق البعيدة والنائية مضاعفة بعد قرار زيادة الدوام، بسبب بعد تلك المناطق عن مواقع المدارس، ويستغرق وقت وصول ابنتيه من المدرسة إلى المنزل أكثر من نصف ساعة، بسبب بعد المدرسة عن المسكن، فضلاً عن جولة الحافلة المدرسية بين مساكن الطلبة الآخرين في مناطق مختلفة ومتباعدة، ما يزيد الإرهاق بين الطلبة ويفاقم معاناتهم، ويسهم في تأخيرهم عن منازلهم أكثر” . وطالب “وزارة التربية والتعليم بمراعاة طلبة المناطق النائية والبعيدة، نظراً لخصوصية أوضاعهم وبعد مناطقهم عن مقار بعض المدارس، وإعادة دراسة تطبيق القرار عليهم، والبحث عن آلية بديلة، بما يحافظ على جاذبية البيئة المدرسية في عيون الطلبة، ويقصي الإرهاق والإعياء عن كاهلهم” .